نشأة الولاية

لا توجد مصادر متوفرة لمعرفة تاريخ نشأة الولاية ، ولكن حسبما جاء في كتاب ( تحفة الأعيان) للمؤرخ العماني نور الدين السالمي عن مقدم مالك ابن فهم الأزدي مع قومه من الأزد إلى عمان كان قبل الإسلام بألفي عام ، فهناك إحتمالات :-

* الإحتمال الأول :-

هو أن تكون منح قد انشئت قبل هذا التاريخ أي قبل قدوم مالك بن فهم الأزدي إلى عمان ، وأن مالك نزل بها أول ما نزل عمان ، وقد يكون لاختياره منح لتكون موقعاً له لما تتمتع به من وفرة الماء والكلأ إلى جانب إستراتيجية الموقع فهي محصنة من جهة الشمال حيث ينتصب جبلاً ( بو صروج ) و ( الودكة ) ليشكلا حصناً منيعاً ضد أي هجوم من تلك الجهة التي يخشى منها هجوم الفرس عليه ، وهذا يعني أن الموقع وما يتمتع به لن يكون خالياً من نشاط بشري قبل حلول مالك فيه مما يؤكد نشأة الولاية قبل قدوم مالك بن فهم .

وأما الاحتمال الثاني :-

وهو ليس بمستعبد لأن يكون مالك بن فهم قدم من اليمن ومعه قطيع من الأغنام والإبل والخيل إلى جانب رجاله فهو لن يختار مكاناً خالياً من أساس الحياة والعشب والكلأ ، فلعله رأى أرض منح أرضاً خصبة يمكن العيش فيها وإستغلالها ، ومما يؤكد ذلك هو أن مالك بن فهم عندما أقام في منح حفر بها فلج يسمى فلج مالك كما ورد في كتاب ( تحفة الأعيان ) ثم أن مالك بن فهم أقام في الجوف حتى إستراح واستعد لحرب الفرس وتأهب للقائهم وحفر بناحية الجوف الفلج الذي بمنح ويعرف اليوم بفلج مالك وكان معسكره مضرب خيله وعساكره هناك إلى أن استعد لحرب الفرس ومقابلتهم ، وإذا كان هذا الإحتمال صائب فإنه يمكن القول أن مالك بن فهم هو الذي أنشأ منح .

إلى جانب أن هناك مكان في ( البلاد ) يسمى ( المرابيط ) نسبة إلى مربط خيل مالك بن فهم . وقد ذكر المقدسي ( المتوفي بعد عام 390هـ – 999م ) في كتابة ( أحسن التقاسيم ) في تعريفه لعمان بأنها كورة في الجنوب الشرقي من الجزيرة العربية ذات نخل وزرع وبساتين كثيرة ، كما عدد حواضر ومدن عمان وجعل منح ضمن الحواضر و المدن الأساسية وهي ….

(( نزوى السر ، ضنك ، حفيت ، دبا ، سلوت ، جلفار ، سمد ، بسيا ، منح )) .